السبت، 19 أكتوبر 2019

اهمية القران الكريم

اهمية القران الكريم

...إن القرآن الكريم كتابٌ منزلٌ لهداية البشرية وإصلاح حياة الفرد والجماعة المسلمة في جميع مناحي الحياة، ويحظى بمنزلةٍ عظيمةٍ في نفوس المسلمين بوصفه كلام رب العالمين القادر العظيم الحكيم، فإذا علم المسلم أنَّ قراءة القرآن سبباً في علو درجته في الملأ الأعلى عند رب العالمين أقبل عليه إقبال المحبِّ الذي يطلب المزيد من العلم والتلاوة والتدبر، ويُذكر أنَّه لا يوجد في تاريخ البشرية كتاباً حُفظ وقُرئ كما القرآن، وتظهر مكانته في حياة المسلمين فيما يأتي:
[١] القرآن الكريم من أبرز عوامل توحّد المسلمين، فقد أوجب الله -تعالى- الاعتصام بالقرآن الكريم والرجوع إليه وإلى السنة النبوية عند الاختلاف، ممّا يُعينهم على الاتحاد والنظام الذي يحقّق المصالح الدينية والدنيوية، يقول تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون)،
[٢] فيكون اجتماع المسلمين على القرآن الكريم، فهو دستورٌ لهم في حياتهم وبه يتّحدون، وهو حبل الله المتين الموصل لطريق الحق المبين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلَا وإنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَحَدُهُما كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، هو حَبْلُ اللهِ، مَنِ اتَّبَعَهُ كانَ علَى الهُدَى، وَمَن تَرَكَهُ كانَ علَى ضَلَالَةٍ).
[٣] القرآن منهج التربية للمسلمين، فقد جاء بالمنهج المعني بإيقاظ بواعث الخير في نفوس المسلمين، وتوجيه طاقاتهم توجيهاً سليماً في المجالات التعبّدية، والأخلاقية، والسياسية، والثقافية، والاقتصادية وغيرها، فكل كلمةٍ بين دفَّتي المصحف الشريف نزلت لإعداد المسلم الصالح. القرآن مصدر الشريعة الإسلامية، حيث يُعدُّ بمثابة الدستور المنظِّم لحياة الأمة المسلمة، وما استغنى به المسلمون في زمنٍ من الأزمان إلا وأغناهم الله -تعالى- به عن كل شيء، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأُمور التي تركها الشارع من غير نصٍ لم يتركها نسياناً وإنَّما رحمةً من الله -تعالى- بخلقه، ولإتاحة الفرصة للعلماء بالاجتهاد بما يوافق مصالحهم ولا يخالف مقاصد الشريعة الإسلامية. القرآن منهاج الحياة للمسلمين والذي من شأنه أن يوجّه الفرد المسلم إلى طريق الحق القويم في علاقته مع الله -تعالى- وعلاقته مع الناس ومع نفسه، فيعبد الله ويطيعه، وينظر إلى الكون نظر المتأمّل المُتفكِّر في عظمة الله الخالق، ويتعامل مع الحياة الدنيا على أنَّها وسيلةً للحياة الآخرة، وليست غايةً في حدِّ ذاتها، كما على المسلم أن يتَّبع منهج الله في طلب الحق وتزكية نفسه، ويؤدّي حقوق غيره من الناس، ويدافع عن أمّته وينصح لها، أمَّا عن علاقته بغير المسلمين فقد بيّنها القرآن الكريم في قوله تعالى: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
[٤] توجيه المسلمين إلى السنن الثابتة التي تستقيم بها الحياة على الأرض، فقد وعد الله -سبحانه- المؤمنين الذين يقيمون أمره في الأرض بالتمكين والاستخلاف والطمأنينة والبركة، أمَّا التمكين للكفار فما هو إلا استدراج لهم وفتنة وابتلاء. تعريفه للإنسان بذاته وبيان أنَّه مكرَّمٌ، فقد سخَّر الله -تعالى- له الكون بأسره وفضَّله على كثيرٍ من مخلوقاته، فهو المخلوق الذي خلقه الله بيده، وأسجد له الملائكة، وجعل له من النعم ما لا يعدُّ ولا يُحصى، كما عرَّف القرآن الإنسان بالغاية من وجوده والتي تتمثَّل بالعبادة وعمارة الأرض.[٥] القرآن يتضمّن مجموعةً من التشريعات؛ وذلك لحماية المجتمع من الفتن، فنهى عن الفاحشة، وبيَّن الحلال والحرام، والقرآن الكريم كتاب هدايةٍ في المرتبة الأُولى، فقد بيَّن طريق الحق وطريق الضلال مع مصير كلٍ منهما، وجعل للإنسان الاختيار دون إكراه، فالإنسان مخيَّر، ولولا ذلك لما كان للثواب والعقاب معنى.
] القرآن الكريم زاخرٌ بالمواعظ التي يتعلّم الإنسان من خلالها أخطاء غيره ويتجاوزها، حيث إن أخد الموعظة من الأُمور التي تُظهر قيمة القرآن، وبذلك تقوم الحجة على الناس، وتجدر الإشارة إلى اعتناء القرآن الكريم بالعقل، حيث إن العقل في الإسلام هو مناط التكليف، أمَّا تعطيله فهو من أشد الأُمور استنكاراً في الشريعة الإسلامية، لذلك نجد الكثير من الآيات الكريمة التي تدعونا إلى التفكّر والتدبّر، وقد اعتنى القرآن بالقلب، فقد وصف المؤمنين بأنَّهم عند سماعهم لآيات الله يزدادون إيماناَ وتسليماً لله -تعالى- وتلين قلوبهم عند ذكره، وينعكس هذا الإيمان والفهم والتدبّر للقرآن على سلوكهم.

نزول القران الكريم

نزول القران الكريم
اتفق العلماء على أنّ القرآن الكريم لم ينزلْ على النبي عليه الصلاة والسلام جملةً واحدةً، وإنّما كان نزولاً متفرقاً بحسب الأحداث، والحكمة من ذلك ثبيت قلب النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنّ نزول الآيات بحسب الأحداث أدعى للشعور بالطُمأنينة، وفيه زوال لأسباب القلق، قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)،[٢] ومن الدلائل التي تؤكّد نزول القرآن مفرقاً حادثةُ الإفك التي انتظر فيها النبي نزول آيات الله عندما اتّهم المنافقون زوجته عائشة بالزنا، فجاءت تبرئتها في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ)،[٣] وقد اختلف العلماء في ابتداء نزول القرآن، وهل كان نزوله ابتداءً جملةً واحدة إلى السماء الدنيا، ثمّ مفرقاً على رسول الله، أو كان نزوله مفرقاً حسب الوقائع على صفة واحدة، فقال أكثر العلماء إنّ الله جلّ وعلا أنزل القرآن الكريم إلى السماء الدنيا جملةً واحدةً في ليلة القدر من اللّوح المحفوظ ، ثمّ نزل مُنجّماً على رسول الله، وقال آخرون منهم الشعبيّ إنّ ابتداء نزوله كان في ليلة القدر، ثمّ نزل متفرقاً على رسول الله بحسب الأحداث

معلومات خارجيه من حيث نزل

معلومات خارجيه من حيث نزل
وجاء الإعجاز القرآني شامل العديد من النواحي لعل أهمها وأكثرها بروزًا النواحي اللغوية والبيان، فهو كتاب فصيح شامل لكل ما يخص اللغة العربية من ظواهر خاصة بالنحو والصرف والبيان ما جعله المرجع الأساسي لكل علماء اللغة العربية وعشاقها.

تاريخ القرآن الكريم


نزول القرآن الكريم مسألة لم يتفق عليها علماء وفقهاء المسلمين من حيث كيفية النزول، هل نزل  جملة واحدة أم أنه نزل على رسولنا الكريم على مراحل والقول الأقرب أن بعضه نزل مجملًا وبعضه نزل حسب الموقف أو الحادثة.
ومن المؤكد أن القرآن الكريم تم نزوله وإثباته في اللوح المحفوظ الذي لا يحتمل أي تغيير أو تبديل أو تحريف، ومن ثم نزل إلى ما يُعرف ببيت العزة، ثم كان نزوله بواسطة سيدنا جبريل على النبي محمد الذي استقبل القرآن متفرقًا على مدار ثلاثة وعشرين عام.
وكان أول ما نزل على رسولنا من كتاب الله يوافق أحد أيام شهر رمضان ويوافق ميلاديًا 10 أغسطس سنة 610م، حيث نزلت الآيات الكريمة التي تبدأ بقوله تعالى “اقرأ باسم ربك الذي خلق”، واستمر الوحي بالنزول على محمد صلى الله عليه وسلم، ويقال إن آية الربا هي آخر آيات القرآن نزولًا.

جمع القرآن في مصحف

في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فُرض على المسلمين خوض عدة حروب ضد القبائل المرتدة والقبائل التي امتنعت عن إخراج الزكاة وضد القبائل التي اتبعت بعضا ممن ادعوا النبوة وكذلك خاض المسلمون حروبا ضد أعداء خارجيين وهم الفرس والروم. وبسبب هذه الحروب مات الكثير من حفاظ القرآن الكريم فما كان من سيدنا عمر بن الخطاب إلا ان أشار على خليفة المسلمين أبي بكر بجمع القرآن، وعمل الصديق بنصيحة الفاروق فأمر بجمع القرآن وتدوينه كما أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالترتيب الذي أمر به عليه الصلاة والسلام.



كيفية التلاوة القران الكريم

كيفية التلاوة القران الكريم
من أهم شروط وآداب قراءة القرآن الكريم الطّهارة، ولا يصح الوضوء دون طهارة، ولهذا لا بدّ من وجوب الطّهارة والوضوء، ومن باب تعظيم شعائر الله هو لمس القرآن الكريم على طهارة ووضوء.
 بعد الوضوء يجب التوجّه إلى القبلة؛ لأنّ قرآءة القرآن الكريم محلها القلب فالمسلم يتوجه بقلبه لأنّه يقصد الله تعالى طمعاً بالأجر والثّواب، فكلّ حرف من آيات القرآن حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، والجلوس على الرّكبتين، كما يجلس المرء في الصّلاة ما بين الرّكعتين والتّسليم، فهنا يأتي الخشوع والتّقوى بهذا الجلوس الصّحيح، فلا تصحّ قراءة القرآن والمرء متربّع أو متكّئ أو مشغول بشيء، فهذا مخالف لأصول قراءة القرآن، فإن فعل ذلك يعدّ بمثابة أنّ ما يقرأه كلاماً عادياً، ولا يتوجّه بقلبه إلى الله تعالى ولا يحسن مخافته.
 التّرتيل أثناء تلاوة القرآن الكريم، ولهذا يجب معرفة أحكام التّجويد حتى يأخذ كل حرف نطقه الصّحيح، وكذلك التّلاوة بتمعّن وتدبر وعدم العجلة في القراءة؛ فالهدف من القراءة ليس كم سورة تمّت قراءتها أو كم مرة تمّ ختم القرآن بها، ولكن التمعّن والأخذ بما توصي به الآيات فالقراءة دون تطبيق لا فائدة مرجوة منها، فالأصل من القراءة التعبّد والتّقرب إلى الله تعالى. 
عند البدء بتلاوة سور القرآن الكريم لا بدّ من الاستعاذة من الشّيطان الرّجيم تنفيذاً لأوامر الله تعالى كما قال في كتابه ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، ثم البسملة، وبعد تلاوة السّور الكريمة، وعند تلاوة القرآن يجوز رفع الصّوت أثناء القراءة، وتجوز القراءة بصوتٍ خافت أو الإسرار بها، فلا يجوز التّشويش على الآخرين والرّياء في التّلاوة.
 عدم التّلحين عند القراءة، فلا يجوز التّلحين لأنّ ذلك يعتبر خروجاً عن التّرتيل والتّلاوة، وعن الخشوع وخشية الله تعالى، فالأولى هو استجلاب العقل وترتيل آياته؛ حيث توجد سبع قراءات مشهورة تتمّ بها قراءة القرآن الكريم، وهي منتشرة بين جميع الدول الإسلامي؛ التي ظهرت نتيجة اختلاف المِلل والعروق التي دخلت الإسلام، فلغة القرآن الكريم هي اللغة العربيّة، ولهذا يجد البعض من غير المسلمين صعوبةً في إجادة تلاوة القرآن الكريم، ولهذا تُقرأ الآيات الكريمة بتمعّن وتفكّر، ويجب تطبيق ما توصي به الآيات عملياً لأنّ في ذلك طاعة لله تعالى، فالقرآن مكانه القلب الذي يتوجه لله تعالى بكل خشوع وتقوى.


تعريف القران الكريم

تعريف القران الكريم
اختلف العلماء في تعريف لفظ القرآن لغة، فمنهم من قال أنه اسم علم غير مشتق، ومنهم من قا أنه مشتق من فعلٍ مهموز، اقرأ، ويعني: تعلّم، وتدبّر، وتفهّم، وتحمّل، وتعبّد، وقيل هو مصدر من الفعل قرأ، بمعنى الجمع، يُقال: قرأ قُرآناً، قال الله عزَّ وجلّ: (إنَّ علينا جَمعهُ وقُرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه).[١]وقيل هو مشتق من القرء، أي الضم والجمع، وقيل إن لفظ القرآن مشتق من فعل غير مهموز وهو قرن، أي قرن الشيء بالشيء، وقيل من القِران، وهو الكرم والضيافة، ويعرّف القرآن الكريم اصطلاحاً بأنه كلام الله -تعالى- الذي أنزله علي نبيّه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، المتعبّد بتلاوته، والمعجز لفظاً ومعنى، المنقول بالتواتر، والمكتوب بالمصاحف، المبتدئ بسورة الفاتحة، والمختتم بسورة الناس...